بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم
فضائل اهل البدر كثيرة، ومناقبهم شهيرة كفى فيه نص الكتاب والسنة سجلها البدر الأحاديث النبوية الشريفة والتوارخ الاسلامية العفيفة خلاصة منها أخرج الإمام أحمد رضي الله عنه بسند صحيح على شرط مسلم عن جابر - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم “ لن يدخل النار رجل شهد بدرا والحديبية”
وروى أبو داود ، وابن ماجه ، والطبراني رحمهم الله تعالى بسند جيد عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " اطلع الله على أهل بدر فقال : اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم
وفي الصحيح عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - في قصة كتاب حاطب ، وأن عمر بن الخطاب قال : يا رسول الله دعني أضرب عنقه ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " أليس من أهل بدر ؟ ولعل الله اطلع على أهل بدر ، فقال : اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم - أو قال : - قد وجبت لكم الجنة
وأخرج الإمام ابن حبان رضي الله عنه عن رافع بن خديج رضي الله عنه قال : أتى النبي صلى الله عليه وسلم جبريل أو ملك ، فقال : كيف أهل بدر فيكم ؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم : هم عندنا أفاضل الناس ، قال : وكذلك من شهد عندنا من الملائكة
أخرج الإمام البخاري رحمه الله تعالى عن حميد ، سمعت أنسا يقول : أصيب حارثة يوم بدر ، فجاءت أمه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقالت : يا رسول الله ، قد عرفت منزلة حارثة ، مني فإن يك في الجنة أصبر وأحتسب ، وإن تكن الأخرى تر ما أصنع وفى رواية بلفظ إن ابنك أصاب الفردوس الأعلى هذا تنبيه عظيم على فضل أهل بدر فإن هذا الصحابى لم يكن في بحبحة القتال ولا في حومة الوغى ، بل كان من النظارة من بعيد ، وإنما أصابه سهم غرب ، وهو يشرب من الحوض ومع هذا أصاب بهذا الموقف الفردوس ، التي هي أعلى الجنان وأوسط الجنة ، ومنه تفجر أنهار الجنة ، التي أمر الشارع أمته إذا سألوا الله الجنة أن يسألوه إياها ، فإذا كان هذا حال هذا ، فما ظنك بمن كان واقفا في نحر العدو ، وعدوهم على ثلاثة أضعافهم عددا وعددا
وقال الإمام جلال الدين السيوطي رحمه الله تعالى فى خصائص الكبرى
وكان رسول الله ﷺ يكرّم أهل بدر ويقدمهم على غيرهم
وذكر الإمام الحافظ الاصباني فى حلية الأولياء
عن أبي بكر بن محمد الأنصاري ، أن أبا بكر الصديق - رضي الله تعالى عنه - قيل له : يا خليفة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ألا تستعمل أهل بدر ؟ قال : إني أرى مكانهم ، ولكني أكره أن أدنسهم بالدنيا
"مدح أصحاب البدر في حضرة رسول الله صلى الله عليه وسلم"
عن الربيع بنت معوذ بن عفراء قالت: دخل علي النبي صلى الله عليه وسلم غداة بني علي، فجلس على فراشي كمجلسك مني
(يعنى أن تكون الرواية " مجلسك " بفتح اللام أي جلوسك ولا إشكال فيها وبرغم انه خطاب لمن يروي الحديث عنها وهو خالد بن ذكوان وهو اجنبي فأوضح كان بينه وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد كما كان البعد بيننا)
، وجويريات يضربن بالدف، يندبن من قتل من آبائهن يوم بدر، حتى قالت جارية: " وفينا نبي يعلم ما في غد ، فقال لها النبي صلى الله عليه وسلم :" لا تقولي هذا وارجعي إلى ما كنت تقولين "
هذا تنبيه عظيم اعلان كريم على فضل اصحاب البدر لان النبي صلى الله عليه وسلم يعلم ما في الغد وما فوقه اورد الامام البيهقي في قصة طويلة أن سود ابن قارب انشدا في حضرة رسول الله صلى الله عليه وسلم فأشهد أن الله لا شيء غيره وأنك مأمون على كل غايب قال: فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى بدت نواجذه، وقال لي: "أفلحت يا سواد
فعلم بذلك انه صلى الله عليه وسلم ما انكرهم لكراهة نسبته بالغيب بل اعلم رسول الله صلى الله عليه وسلم فضل ذكر مناقب الصحابة الذين شهدوا بدر ا
وقال محمد دمیاطی بن محمد امین الكلاهاني البنتني رحمه الله تعالى
فَبِذِكْرِهِمْ حِفْظُ وَقَهْرُ لِلْعِدًا.
وَوَلَايَةٌ لِلْأَوْلِيَا وَصَفَا الكَدَرْ
دفع القضارفعُ البَلَا وَشِفَا الْمَرِي
. ضِ وَحَمْلُهُمْ نَصْرُ ونَيْلُ الْمُفْتَخَرُ
غَلَبُ القَلِيلِ عَلَى الكَثِيرِ الْمَقْتَتِلْ
لِكَرَامَةِ لَهُمُ انْتِصَارَ يُقْتَدَرْ
وأخرج محمد بن نصر والطبراني عن خارجة بن زيد رضي الله عنه بن ثابت عن أبيه أنه كان يحيي ليلة ثلاث وعشرين من شهر رمضان ، وليلة سبع وعشرين ، ولا كإحياء ليلة سبع ليلة سبع عشرة ، فقيل له : كيف تحيي ليلة سبع عشرة ؟ قال : إن فيها نزل القرآن ، وفي صبيحتها فرق بين الحق والباطل .
وقال الإمام حجة الإسلام ابو حامد الغزالي رحمه الله تعالى
فى إحياء علوم الدين اعلم أن الليالي المخصوصة بمزيد الفضل التي يتأكد فيها استحباب الإحياء في السنة خمس عشرة ليلة ، لا ينبغي أن يغفل المريد عنها ، فإنها مواسم الخيرات ومظان التجارات ، ومتى غفل التاجر عن المواسم لم يربح ومتى غفل المريد عن فضائل الأوقات لم ينجح فستة من هذه الليالي في شهر رمضان خمس في أوتار العشر الأخير إذ فيها يطلب ليلة القدر وليلة سبع عشرة من رمضان فهي ليلة صبيحتها يوم الفرقان يوم التقى الجمعان ، فيه كانت وقعة بدر ، وقال ابن الزبير رحمه الله هي ليلة القدر
كان السيد الشيخ أحمد الحبال الرفاعي اللهم جدد عليه رحماتك يعظم هذه الليلة وكان يقول من يستطيع سرد أسماء أهل بدر الكرام في هذه الليلة وترضي عنهم فليفعل فإنها تتنزل الرحمات عند ذكرهم ويحقق الله المراد
وجاء فى السيرة الحلبية (ج2 ص 252)
وقال بعض العارفين : ما جعلت يدي على رأس مريض ، وتلوت أسماءهم بنيّة خالصة إلاّ شفاه الله تعالى ،
وإنْ يكن قد حضر أجله ، خفف الله عنه
وقال بعضهم : جرّبتُ أسماءهم في الأمور المهمة تلاوة وكتابة ، فما رأيت أسرع منها إجابة
وذكر بعضهم أنّ كثيراً من الأولياء قد أُعطوا الولاية ببركة أسمائهم ، وإنّ كثيراً من المرضى سألوا الله تعالى بهم في شفاء أسقامهم ، فشفوا من ذلك
جاء فى سيرة الحلبية
وذكر الإمام الداوني أنه سمع من مشايخ الحديث أن الدعاء عند ذكرهم يعني أصحاب بدر مستجاب . وقد جرب ذلك انتهى
عن جعفـر بن عبد الله ، رحمه الله تعالى ، قال : "أوصاني والدي بحب أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، والتوسل بأهل بدر في جميع المهمات ، وقال لي : يا بُني ! إنّ الدعاء عند ذكرهم يُستجاب ، وإنّ الرحمة والبركة والغفران ، والرضى والرضوان ، تُحيط بالعبد إذا ذكرهم ، أو قال : عند الدعاء بأسمائهم ، وإنّ مَن ذكرهم في كل يوم ، وسأل الله تعالى حاجته قُضيت له .
(النفحة المسكية في الرحلة المكية)
أورد العلامة شيخ مشايخنا عبد العزيز الوضبلى رحمه الله تعالى فى مولد البدر
وَذَكَرَ بَعْضُهُمْ أَنَّهُ كَانَ لِي وَلَدٌ مِن
أَحَبّ الْخَلْقِ إِلَيَّ وَكَانَ ذَا عِفَّةٍ وَدِيَانَةٍ فَقَتَلَهُ إِبْنُ الْوَزِيرِ ظُلْماً وَعُدْوَاناً فَطَلَبْتُ ثَأْرَهُ فَلَمْ يَأْخُذْهُ لِي أَحَدٌ فَجَعَلْتُ أَسْأَلُ اللهَ بِأَهْلِ بَدْرٍ صَبَاحاً وَمَسَاءً وَأَسْتَجِيرُ بهمْ فِي أَخْذِ النَّارِ حَتَّى ضَاقَ صَدْرِي
وَآبِسْتُ مِنْ أَخْذِ النَّارِ فَبَيْنَمَا أَنَا نَائِمٌ
لَيْلَةً مِنَ اللَّيَالِي إِذْ رَأَيْتُ فِي النَّوْمِ رِجَالاً فِي هَيْئَةٍ سَنِيَّةٍ وَحَالَةٍ مَرْضِيَّةٍ وَقَائِلاً يَقُولُ هَامُوا يَا أَهْلَ بَدْرٍ
فَتَقَدَّمُوا كُلُّهُمْ فَقُلْتُ فِي نَفْسِي سُبْحَانَ اللَّهِ هَؤُلَاءِ أَهْلُ بَدْرٍ فَوَاللَّهِ لأَتْبَعَنَّهُمْ" فَجَعَلْتُ أَسِيرُ خَلْفَهُمْ إِلَى أَنْ وَصَلُّوا إِلَى مَكَانٍ مُرْتَفِعٍ وَجَلَسَ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمْ عَلَى كُرْسِي مِنْ نُورٍ وَرَأَيْتُ أَقْوَاماً يَدْخُلُونَ عَلَيْهِمْ
وَيَشْكُونَ إِلَيْهِمْ أَحْوَالَهُمْ فَقُلْتُ فِي نَفْسِي مَا لِي لا أَشْكُو مِنْ قَتْلِ وَلَدِي فَتَقَدَّمْتُ إِلَيْهِمْ وَأَخْبَرْتُهُمْ بِقِصَّتِي فَقَالَ وَاحِدٌ مِنْهُمْ لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ
الْعَلِيِّ الْعَظِيمُ. ثُمَّ الْتَفَتَ إِلَى مَنْ كَانَ مَعَهُ وَقَالَ أَيُّكُمْ يَأْتِينِي بِخَصْمِ هَذَا" فَذَهَبَ وَاحِدٌ مِنْهُمْ لَمْ يَكُنْ غَيْرَ هُنَيَّةٍ إِذَا بِهِ قَدْ أَقْبَلَ وَالْغَرِيمُ مَعَهُ فَقَالَ لَهُ: أَنْتَ الَّذِي قَتَلْتَ إِبْنَ هَذَا الرَّجُلِ؟ قَالَ نَعَمْ ، قَالَ وَمَا حَمَلَكَ عَلَى ذَلِكَ؟
قالَ ظُلْماً وَعُدْوَاناً فَقَالَ لَهُ: إِجْلِسْ عَلَى الْأَرْضِ فَجَلَسَ ثُمَّ أَعْطَانِي خَنْجَراً قَالَ: هَذَا غَرِيمُكَ فَاقْتُلْهُ كَمَا قَتَلَ وَلَدَكَ فَأَخَذْتُهُ وَذَبَحْتُهُ ثُمَّ انْتَبَهْتُ
مِنْ نَوْمِي فَلَمَّا أَصْبَحَ الصَّبَاحُ سَمِعْتُ صَيْحَةً عَظِيمَةً أَنَّ ابْنَ الْوَزِيرِ قَدْ أَصْبَحَ مَذْبُوحاً عَلَى فِرَاشِهِ وَلَمْ يُعْلَمْ قَاتِلُهُ. نَفَعَنَا اللَّهُ بِهِمْ وَبِسَائِرِ الصَّحَابَةِ أَجْمَعِينَ