لم أكتب مقدمة مخصوصة .باب الموضوع وداره سيدنا معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه .......…
نعم؛ ما تجرأ أحدٌ على صحب سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا كانَ أولُ ولوجِه من بابِ الطعنِ في معاويةَ رضي الله عنه خليفة المسلمين، وخال المؤمنين، ولقد تجرأتْ قنواتُ الرافضةِ سيرًا على نهج كُتُب أئمتِهم وآياتهم على سبِّ صحبِ سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم مُبتدئين بمعاويةَ صراحةً وعلانيةً، مُستدلِّين بأحاديثَ موضوعةٍ على النبي صلى الله عليه وسلم مكذوبةٍ، يستدلون بقصصٍٍ لا تثبت، كقصةِ التحكيمِ المشهورةِ، وهي قصةٌ باطلةٌ، وأحسَنَ الإمامُ أبو بكر ابن العربي رحمه الله حينما ردَّها إجمالاً؛ لأنها باطلة ٌلمن تفحَّصَ فيها، وقد انخدعَ بها من انخدع من المُرتابين والجُهالِ
دعا له الرسول صلى الله عليه وسلم دعاءً خاصًّا؛
قال عمير بن سعد رضي الله عنه : لا تذكروا معاوية إلا بخير فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : « اللهم أجعله هادياً مهدياً وأهد به
(رواه البخاري في « التاريخ الكبير » (5/240) ، وأحمد في « المسند » (17929) ، والترمذي في « جامعه » (3843) ، والطبراني في « المعجم الأوسط » (656) )
وقال الرسول صلى الله عليه وسلم: «اللهم علِّم معاويةَ الكتابَ والحساب، وقِهِ العذاب»
(أخرجه ابن حِبّان في صحيحه).
ومن فضائله أيضًا: أنه أول من غزا مجاهدًا في سبيل الله على البحر أميرًا، وقد أثنى النبي صلى الله عليه وسلم عليهم، فقال: «أول جيشٍ من أمتي يغزون البحر قد أوجبوا»
(رواه البخاري)،
عن أنس بن مالك عن خالته أم حرام بنت ملحان قالت : نام النبي صلى الله عليه وسلم يوماً قريباً مني ثم أستيقظ يبتسم فقلت : ما أضحكك ؟ قال : « أناس من أمتي عرضوا علي يركبون هذا البحر الأخضر كالملوك على الأسرة » ، قالت : فادع الله أن يجعلني منهم ، فدعا لها ثم نام الثانية ففعل مثلها فقالت قولها ، فأجابها مثلها ، فقالت : أدع الله أن يجعلني منهم ، فقال : « أنت من الأولين » فخرجت مع زوجها عبادة بن الصامت غازياً أول ما ركب المسلمون البحر مع معاوية فلما انصرفوا من غزوتهم قافلين فنزلوا الشام فقربت إليها دابة لتركبها فصرعتها فماتت ( الإمام البخاري رحمه الله في صحيحه ( 2636) , و الإمام مسلم (5925))
قال الامام الحافظ ابن حجر في « الفتح » (6/120) : قال المهلب في هذا الحديث : منقبة لمعاوية لأنه أول من غزا البحر .
يقول الامام رضي الله عنه ومعنى أوجبوا : أي فعلوا فعلاً وجبت لهم به الجنة »
يتبع الإمام ابن حجر رضي الله عنه في قوله : « ناس من أمتي عرضوا علي غزاة ... » يشعر بأن ضحكه كان إعجاباً بهم ، وفرحاً لما رأى لهم من المنزلة الرفيعة
وقال الإمام المناوي رضي الله عنه في « فيض القدير » (3/84) : « أي فعلوا فعلاً وجبت لهم به الجنة أو أوجبوا لأنفسهم المغفرة والرحمة » .
قال الامام ابن عبدالبر رضي الله عنه في « التمهيد » (1/235) : « وفيه فضل لمعاوية رحمه الله إذ جعل من غزا تحت رايته من الأولين ورؤيا الأنبياء صلوات الله عليهم وحي » .
ومن فضائله أيضًا: أنه كان يكتب الوحي لرسول الله صلى الله عليه وسلم حيث روى مسلمٌ في صحيحه: "أن أبا سفيان رضي الله عنه طلَبَ من النبي صلى الله عليه وسلم أن يأمره حتى يقاتِلَ الكفارَ كما كان يقاتل المسلمين، وأن يجعل معاوية كاتبًا بين يديه، فاستجاب له النبي صلى الله عليه وسلم فكان معاوية رضي الله عنه يكتب الوحي لرسول الله صلى الله عليه وسلم وهذه المزية لا تكون إلا لتقيٍّ"، وكان يكتب أيضًا رسائل النبي صلى الله عليه وسلم إلى زعماء القبائل، كما ذكر ابن حجر في (الإصابة) وغيره.
ولقد أثنى عليه سلفُ هذه الأمَّة من الصحابة والتابعين، ومن ذلك:
أن عمر رضي الله عنه قال: “تَذكُرون كسرى وقيصر ودهاءهما، وعندكم معاوية؟!”
(رواه الترمذي بسندٍ صحيح)
وقال علي رضي الله عنه:
“لا تَكرهُوا إمارة معاوية، فوالله لئن فقدتموه لترون رؤوسًا تندر عن كواهلها كأنها الحنظل”
، وهذا أمرٌ من علي رضي الله عنه لأصحابه بعدم كراهيتهم لإمارة معاوية،
وروى البخاري عن ابن عباس أنه قال عن معاوية: "إنه فقيه
جاء فى مجمع الزوائد ومنبع الفوائد (9/ 357) رواه الطبراني .
وقال أبو الدرداء رضي الله عنه: "ما رأيت أحدًا أشبهَ بصلاة النبي صلى الله عليه وسلم من صلاة معاوية"؛ بل ها هو الخليفة العادل عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه، ما ضرب إنسانًا قط، إلا إنسانًا شتم معاوية رضي الله عنه.
ولما ذُكر عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه عند الأعمش رحمه الله فقال: "كيف لو أدركتم معاويةَ؟!" قالوا: في حِلمه؟ قال: "لا والله، في عدله
قال الحافظ ابن كثير رحمه الله تعالى فى البداية والنهاية
قال سعيدُ بنُ المسيب: "من مات محبًّا لأبي بكرٍ وعمرَ وعثمانَ وعليٍّ رضي الله عنهم، وشهد للعشرة بالجنة، وترحَّم على معاوية رضي الله عنه، كان حقيقًا على الله ألاَّ يناقشه الحساب".
قال الحافظ الذهبي رحمه الله تعالى فى سير اعلام النبلاء
أن سعد بن أبي وقاص قال : ما رأيت أحدا بعد عثمان أقضى بحق من صاحب هذا الباب ، يعني معاوية .
وَعَنْ ابْنُ أَبِي مُلَيْكَةَ قِيلَ لِابْنِ عَبَّاسٍ : هَلْ لَكَ فِي أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ مُعَاوِيَةَ ؟ فَإِنَّهُ مَا أَوْتَرَ إِلَّا بِوَاحِدَةٍ ، قَالَ : أَصَابَ ، إِنَّهُ فَقِيهٌ . رواه البخاري (3765)
“دعاء النبي صلى الله عليه وسلم عليه كان له ولا عليه”
عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ : كُنْتُ أَلْعَبُ مَعَ الصِّبْيَانِ فَجَاءَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَتَوَارَيْتُ خَلْفَ بَابٍ ، قَالَ : فَجَاءَ فَحَطَأَنِي حَطْأَةً وَقَالَ : اذْهَبْ وَادْعُ لِي مُعَاوِيَةَ ، قَالَ فَجِئْتُ فَقُلْتُ : هُوَ يَأْكُلُ ، قَالَ : ثُمَّ قَالَ لِيَ : اذْهَبْ فَادْعُ لِي مُعَاوِيَةَ ، قَالَ : فَجِئْتُ فَقُلْتُ : هُوَ يَأْكُلُ ، فَقَالَ : لَا أَشْبَعَ اللَّهُ بَطْنَهُ . رواه مسلم (2604) ، والطيالسي (2869)
هذا دعاء لصحة جسد سيدنا معاوية رضي الله عنه لما في إشباع البطن ما يضر النفس .. كأن خاف رسول الله صلى الله عليه وسلم فى ضرر جسد سيدنا معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه ولذلك دعاء لصحة جسده
قال الحافظ ابن عساكر : « أصح ما ورد في فضل معاوية
وقال الإمام النووي رحمه الله في « شرحه على مسلم (16/156) : قد فهم مسلم رحمه الله من هذا الحديث أن معاوية لم يكن مستحقاً للدعاء عليه فلهذا أدخله في هذا الباب ، وجعله من مناقب معاوية لأنه في الحقيقة يصير دعاء له
وقال الحافظ الذهبي رحمه الله تعالى في « تذكرة الحفاظ » (2/699) : لعل هذه منقبة لمعاوية لقول النبي صلى الله عليه وسلم: اللهم من لعنته أو شتمته فاجعل ذلك له زكاة ورحمة » .
وقال رحمه الله تعالى في « سير النبلاء » (14/130) : « لعل أن يقال هذه منقبة لمعاوية ، لقوله صلى الله عليه وسلم : « اللهم من لعنته أو سببته فاجعل ذلك زكاة ورحمة »
لا تكلموا فما وقع بين أصحاب سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وحملوا على اجتهادهم
هذا هو اعتقاد اهل السنه والجماعه على الإطلاق والحمد لله رب العالمين